طارق الشناوي يكتب: حسين السيد.. شاعر الألف صنف وصنف!!

Wednesday, February 28, 2018

طارق الشناوي يكتب: حسين السيد.. شاعر الألف صنف وصنف!!

السينما الألمانية خارج نطاق الجوائز: «لا تلمسنى» يحصد «الدب الذهبى».. والمرأة كلاكيت تانى مرة!

 

برلين فى انتظار مدير جديد:وفى مصر إعادة تفنيط (الكوتشينة)!

 

أغانى الشاعر الكبير حسين السيد حديقة غناء مترامية الأطراف، بها كل ما لذ وطاب من أفخر أنواع الفاكهة، يكتب من الإبرة للصاروخ، شاعر الألف صنف وصنف، مزيج من الدموع والقهقهة، الألم والبهجة.

 

إنه الأغزر وليس فقط من أغزر الشعراء الذين أنجبتهم مصر، لم يترك مجالا إلا وأبدع فيه، لم يسمح لأى فكرة بأن تهرب منه، لديه ومضة مختلفة، وزاوية رؤية خاصة، ولمحة بكر، يلتقط الكلمة العابرة ويحيلها إلى أغنية تجمع بين العقل والمشاعر، كان فى الأربعينيات تاجرا يورد الأطعمة للشركات الكبرى، فلم تكن تعنيه الأموال التى تحققها له الأغانى، كان هدفه أن يغنى عبدالوهاب أشعاره، وهكذا بدأ معه فى مطلع الأربعينيات «اجرى اجرى ودينى قوام وصلنى» ليصبح توأمه الفنى.

 

لماذا حرمنا من لقاء كلماته مع صوت أم كلثوم؟ إنه الاعتزاز بالنفس، فلم تغن له سيدة الغناء رائعته (عايز جواباتك)، تأملوا تلك الصورة الشاعرية (القصور اللى كلامك كان بانيها/ واللى كل جواب فرشلى ركن فيها/ كل ده كان حب/ ولا كنت بتسلى ايديك/ مش كتبته بقلب/ ولا حد كان غاصب عليك)، مع الأسف لم تتوافق تلك المعانى الرائعة مع قناعات أم كلثوم، ورددتها نجاح سلام بتلحين رياض السنباطى، فكانت أشهر أغانيها.

 

أمس، احتفلنا بذكرى رحيله رقم 35، إنه شاعر الأرقام الأول فى العالم العربى، أحال جدول الضرب إلى قيمة إبداعية (خمسة فى ستة بتلاتين يوم) أو (واحد اتنين وانت يا قلبى تقول أنا فين) أو (الهجر عاش ميت سنة/والفرح عمره يومين).

 

قال لى سمير غانم إن فوازير (ثلاثى أضواء المسرح) الأبيض والأسود، التى قدمها التليفزيون فى مطلع الستينيات كان يكتبها فى دقائق حسين السيد، وعلى (الترابيزة) يلحنها أمامه سمير، ليرددها المشاهدون مساء (كوتوموتو يا حلوة يا بطة / نبى حرسك يا ختى يا قطة) كلمات محملة بفيض من القهقهة. يلتقط الكلمة من الحياة، فهو مثلا قد تعثر فى دفع قسط لقطعة أرض اشتراها، وردد أمام عبدالوهاب كلمة (توبة توبة أعمل كده تاني) وفى المساء وجد نفسه يكتب برومانسية لعبد الحليم (توبة إن كنت أحبك تانى توبة)، تأمل أيضا الجانب الشعبى (ليك ماضى كله سوابق/ فى الحب مالهش أمان/ وأنا عايزة حب حنين/ مش حب يودى لومان) هكذا غنت شريفة فاضل بتلحين منير مراد فى (حارة الساقيين) وأعادها محمد منير، كلمات مشاغبة وحراقة، تقفز فوق سور مفردات (كتالوج) الأغنية المتعارف عليه.

 

تأمل هذا المقطع لشادية وتلحين الموجى (ييجى أبويا يقول فنجان قهوة/ أعمله شاى وأديه لأمي/ وخيالك ييجى على سهوة / ما افرقش ما بين خالتى وعمى)، هل رأيتم سخرية وخفة دم أكثر من ذلك!، ثم تابعوا الرقة مع ليلى مراد (ياللى تقول الآه / آه منك)، حتى الآه تستجير بالآه.

 

لم ينس فى أغانيه أن يذكر اسم زوجته «د. نعيمة» أستاذة الأدب الفرنسى، فكتب لها مداعبا بصوت عايدة الشاعر وتلحين على إسماعيل (عليكى خطوة يا «نعيمه»/ لو شافها مخرج فى السيما/ يعملك فيلم عليه القيمة / إيوه أه)، من الواضح أنه من عشاق تأمل خطوات النساء وإليكم (كعب الغزال) لمحمد رشدى ومنير مراد (والله عليكى حتة ماشية / لو ساعتى شافتها /ماهيش ماشية) وكان لزاما على عقارب الساعات أن تتوقف أمام موهبة هذا الشاعر العبقرى!!

 

المقال نقلا عن "المصري اليوم"

Post a Comment

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري