على أرض هذه المحلية المصرية الخلابة والواقعة على ساحل البحر الأحمر الغني بالشعاب المرجانية التي تسرق قلبك قبل عينيك كنت أسير في مساء يوم، استمتع فيه بالمناخ الصافي، والطبيعة التي لا ينافسها مكان اخر في الجمال والهدوء ومؤخرا التراث المتنوع من مختلف الثقافات التي وجدت ضالتها هنا، إنها مدينة "دهب".
"وده حب ايه اللي من غير اي حرية" وجدت هذه النغمات تتردد اصدائها بين نغمات غربية، ساحرة هي هذه النغمات، ومن الذي يجب ان تعلو نغماته في دهب إلا الكينج محمد منير، ابن بلاد الدهب "النوبة " البار، ظللت اتتبع اثر النغمات، حتي وجدت نفسي أمام صورة كبيرة بالأبيض والأسود لصاحب "يونس" يبتسم بطيبة تضئ عينيه.
كانت الصورة معلقة داخل "البيت النوبي" وهو احد المقاهي والمصمم علي الطراز النوبي، كسر حالة تيهي بين النغمات، صوتا لرجل جاء من خلفي يتسأل "عارفة ليه أغنية يونس اتعملت"، أثار سؤاله فضولي وما ان اعتدلت لاستفهم حد بدء يسرد هذه الحكاية.
قديما اسر سلطان تونس، خليفة الزناتي، نجل شقيقة أبو زيد الهلالى، "يونس" الفتى الهمام ذو القوة والصلابة ، وكأن معادا قد ترتب له ليلتقي عزيزة ابنة السلطان، ويغرم بها، وعندما صرحت له بحبها، رد عليها بهذه الكلمات: "وانتي تجوليلى بحبك، تحبي فيّ إيه"، بهذه الكلمات بدء شريف عبده، الفتى العشريني صاحب المقهي حكايته.
واستمر عبده يسرد باقي القصة قائلا: " وطلبت منه عزيزة صاحبة العز، الزواج على أن تساعد فى تحريره من أسر والدها له، ولكن يونس رد عليها مستنكرا: "وده حب ايه ده اللى من غير اى حرية "، ورفض الفتى الهمام ان يكون حبها له مشروطا بفك أسره، وظل قلبه مابين شوقه لاهله وحبه لابنة السلطان " قلبى ضايع مين يلاقيهلى باينى نسيته حدا اهلى".
بينما قال أحمد مسعد، شريك بمقهي "البيت النوبي" ان سبب من أسباب إقامة المقهي ان السياحة في أسوان مختلفة عن دهب، وأرادوا توصيل السياحة النوبية في دهب، وأن المقهي يعتمد علي ترديد الاغاني النوبية وخاصة اغاني الكينج محمد منير، مشيرا إلي انهم يقوموا بتشغيل اغاني منير واغاني النجوم التي يسمعها منير فقط واختتم حديثه ان الكينج محمد منير، يجذب أيضا السائحين الأجانب عند سماع أغانيه.
Enregistrer un commentaire