هل تتذكرون أغنية شعبان عبدالرحيم (كداب يا خيشة/ كداب قوى).. تعرض مهرجان القاهرة لزخات من الأكاذيب على طريقة (خيشة)، بغرض تحويل الدفة وسرقة الكاميرا، ليتصدر الحديث عن كلود ليلوش الموقف ويصبح هو العنوان، ولا بأس من أن يوجه سيلا من الاتهامات التى تمس الوطنية، كلها ضربات استباقية ليضع الجميع فى ورطة، وجاء قرار محمد حفظى، رئيس المهرجان، بالتفاهم من ليلوش الذى اختار الاعتذار عن تلبية الدعوة، إلا أنهم بالطبع لا تسعدهم تلك النهاية، يريدونها ملطخة بالدماء، نزع حفظى بذكاء فتيل القُنبلة.
سنعود بعد قليل للحديث أكثر عن تلك الضربات الطائشة، ولكن دعونا نتوقف أمام أهم إنجاز حققه المهرجان، أول حاجز اخترقه هو ضآلة الميزانية بالقياس بمهرجانات عربية بل ومصرية، وهكذا ارتفع بالسقف إلى 40 مليون جنيه، ولم يطلب من الدولة أكثر من الـ 16، التى دأبت على دفعها، والـ24 استطاع أن يحصل عليها من الرعاة، ومن المحتمل أيضا أن ينجح فى زيادتها.
أمس الأول منح سميح ساويرس للمهرجان 2 مليون جنيه، لتصل الرسالة الأهم أن (الجونة) الذى يرعاه الأخوان (نجيب وسميح) ليس بديلا عن (القاهرة)، ولا يوجد أساسا هدف ولو بعيد المدى لدى منظمى (الجونة) لتحقيق ذلك.
دعونا نتأمل القيمة الحقيقية لقدرة المهرجان على جذب الرعاة، إنه قطار النجاح الذى يود كُثر اللحاق به، لا يوجد شىء مجانى، ولهذا يجب أن يضع المهرجان على قائمة أولوياته مبدأ التحرر من الدولة، المهرجان طبقا للمنطوق الرسمى تقيمه وزارة الثقافة، بعد أن كانت الدولة قبلها ترعاه فقط، ليس الأمر فقط لصالح المهرجان، ولكن لصالح وزارة الثقافة أيضا أن تمنح المهرجان حرية الحركة والاختيار، ارتباطه بالدولة يضع عليه الكثير من القيود، كما أنه يورط الدولة دائما تحت ضغط التفاصيل، أتذكر مثلا عندما فاز فيلم إيرانى عام 2014 بجائزة (الهرم الذهبى)، اضطر وقتها د. جابر عصفور، وزير الثقافة، لإلقاء كلمة يؤكد فيها أن إيران تستحق الجائزة فنيا، ولكن هذا لا ينفى أبدا أننا مختلفون سياسيا معها، وضاعت ربع ساعة للتبرير.
المرونة مطلوبة حتى يتمكن (القاهرة) من استرداد مكانته المنزوعة عالميا، امتلك المهرجان نظرة مستقبلية، مثلا كان يستأجر ماكينات عرض حديثة (دى سى بى) ويدفع مليون جنيه ثمنها لمدة عشرة أيام، لأن وزارة الثقافة لا تملك سيولة فى الشراء، ولكن «حفظى»، بما توفر لديه من أموال، استطاع أن يقتنيها لتظل بحوزته فى كل دورة، المهرجان وفر أيضا جوائز مالية يصل بعضها إلى 20 ألف دولار، ومنصات جديدة تتعلق بصناعة السينما، ناهيك عن الاستحواذ على قسط وافر من الأفلام المهمة.
مؤكد كل ذلك لن يرضى الغاضبين، وسيسعون للعودة مجددا للمربع رقم (واحد) ليلوش، هم يريدونها دموية لتحقيق غرض آخر كامن، وهو التأكيد لوزارة الثقافة أنهم قادرون فى أى لحظة على إثارة الرأى العام، (عبده مجانص)، بين الحين والآخر، يستعرض عضلاته حتى تصل الرسالة للدولة عندما يتقدمون بطلبات خاصة بهم فعليها أن تستجيب بسرعة.. وإلا!!
by via الفجر الفني
Post a Comment