أخيرا أعلنت المطربة أنغام خبر زواجها من الموزع الموسيقى أحمد إبراهيم، بعد أن كان السؤال الذى يتردد فى (الميديا)، قبل أسابيع، (تزوجها لم يتزوجها)، فوجئت أنغام بأن هناك من سرب الخبر، مقتحما خصوصية أوراقها الشخصية، وبذكاء لم تدخل أنغام فى معركة جانبية تبدد فيها طاقتها بالنفى، بل سارعت بشكر الجاسوس، استفادت من تجربة زواجها السريع بأحمد عز، لم تكن المرة الأولى لأنغام التى يتم الوصول لوثائقها الشخصية بنشر خبر زواج، ورغما عنها يتم تداوله ثم تنفى، وبعدها تُنشر وثيقة زواج، فتضطر مرغمة لتأكيد الخبر.
فى حياة الإنسان مساحة شخصية يجب احترامها، إلا أن الشخصية العامة فى العادة تذوب عندها المسافة بين الخاص والعام، الزواج وقبل ذلك الحب كان ولايزال يحمل مساحة من الخلاف بين حق الإعلام للمعرفة وحق الشخصية العامة فى السرية، وفى كل العهود ستجد نفس السؤال مطروحا، حتى أم كلثوم فوجئت فى الثلاثينيات بمن يطلبها لبيت الطاعة وكانت لاتزال تحمل لقب الآنسة أم كلثوم، هذا الصعيدى زوج أم كلثوم المزعوم، كان أداة لأحد الأثرياء أراد الانتقام لخلاف مع أم كلثوم حول ساقية فادعى الزواج.
ظلت أم كلثوم محتفظة بلقب آنسة حتى مطلع عام 1955 عند زواجها من أستاذ الأمراض الجلدية د. حسن الحفناوى، شىء من هذا حدث مع ماجدة الصباحى التى أطلقوا عليها (عذراء الشاشة)، لأن أغلب النجمات فى جيلها تزوجن فى الخمسينيات، مثل فاتن وشادية وهند وسميرة فقررت هى أن تقدم للناس وجها آخر وهو العذرية، خاصة أنها كانت تحرص على أن تبتعد فى أدوارها عن أى مساحة إغراء، إلا أن لقب العذراء سقط مع أول اختبار عندما التقت بالوسيم إبراهيم نافع.
خبر الزواج طبعا ملك للزوجين إلا أن الصحافة عادة لها مصادرها، كما أن الوسط الفنى ملىء بالصراعات وضربات متلاحقة توجه تحت الحزام، وغالبا الوسط الفنى الذى كثيرا ما يهاجم الصحافة لدخولها فى الممنوع، تكتشف أنهم مصدر كل الأخبار والتشنيعات والممنوعات.
أشهر من تلاعب بذكاء بخبر الزواج هو أنور وجدى، الذى يحيل كل شىء إلى صفقة تجارية، ليلى مراد بالنسبة له هى الأمل الذهبى الذى تشبث به ليُصبح مخرجا، كان سيشارك فى إنتاج فيلم (ليلى بنت الفقراء) والعمل كمساعد مخرج مع كمال سليم، وبعد رحيل كمال سليم ذهب مستعطفا ليلى مراد أن تقف معه، ليُخرج هو الفيلم خاصة أنه كتب السيناريو، وأثناء التصوير قرر أن يحتكر ليلى مراد لنفسه وأوقعها فى حبه واتفقا على الزواج، وعندما التقطت الصحافة الخبر اتفق معها مجددا لكى تتولى هى النفى فى الصباح، ثم يوجه هو فى المساء دعوة للصحافة لكى يشاهدوا فى الاستوديو تصوير المشهد الأخير من الفيلم، والذى يتزوج فيه من البطلة ويفاجأ الجميع بأن المأذون هو المأذون الحقيقى والشهود كانوا هم المعازيم من الصحافة، محققا أعلى دعاية مجانية للفيلم.
أنغام أحد أصوات مصر الرائعة، ولدت لكى تغنى، قبل أن تتعامل مع (البزازة) تعلمت التعامل مع مفتاح (صول)، حفظت قواعد الصعود على السلم الموسيقى قبل أن تتعلم صعود سلم المنزل. من حق أنغام علينا أن نترك لها تلك المساحة الشخصية تتزوج من تحب، وتعلن أيضا الزواج فى التوقيت الذى تحب، بينما نحن نمتلك فقط بآذاننا ومشاعرنا هذا الحب الذى يفيض به صوتها وإحساسها.
by via الفجر الفني
Post a Comment