رحبت وفاء عامر بأن تقف بجوار ياسمين صبرى فى (حكايتى)، وذلك مع أول بطولة درامية تُسند لياسمين.
المؤكد أن اسم ياسمين سيسبق وفاء على (التترات)، وهو قرار يحتاج من الفنان إلى أن يتمتع بقدر كبير من المرونة فى قراءة الخريطة الفنية، خاصة أن وفاء لا تزال مطلوبة دراميا كبطلة، أغلب نجومنا عندما يمر الزمن لا يرتضون بغير البطولة بديلا، وكثيرا ما تضيع عليهم بسبب هذا التعنت أدوار هامة، كانت ستضاف لرصيدهم عند الناس.
قال لى المخرج طارق العريان إنه رشح فى البداية نجما من جيل التسعينيات لمشاركة أحمد عز بطولة فيلم (الخلية) فى نفس الدور الذى أداه باقتدار محمد ممدوح، وافق النجم إلا أنه اشترط أن يكتب اسمه موازيا على (التترات) لاسم عز.
حاول طارق إقناعه بأن هذا هو المستحيل، لأن عز صار اسمه أكبر فى التوزيع الخارجى والداخلى، وأن الجمهور يقطع التذكرة من أجله، فأجابه بكل ثقة (أنا سبقته بعشر سنوات)، وهى حقيقة تاريخية، إلا أنه لم يتحقق كنجم جاذب للشباك، ولهذا لم يعد مطلوبا على الخريطة السينمائية، ووصلا إلى طريق مسدود، وضاعت الفرصة، التى من المؤكد كان سيستفيد منها النجم المعتذر، الجمهور الذى يقطع التذكرة من أجل عز كان سيراه متألقا فى مشاهده، إلا أنه أراد إيقاف عقارب الزمن عند لحظة كان هو فيها رقم واحد على (الأفيشات) و(التترات).
إنها العلاقة بين الزمان والمكان، التاريخ والجغرافيا، تلك هى المعادلة، الذى أنجزته فى المشوار هو التاريخ، ووضعك الحالى على الخريطة هو الجغرافيا، وعقد الصلح بينهما هو الرهان الصعب.
فى الحياة الفنية كثيرا ما تواجهنا تلك المعضلة، التى تؤرق عددا من النجوم، عندما تمتد السنوات وتتغير المعادلات، ومع الأسف لم يتعلم أغلبهم الدرس من نور الشريف ومحمود يس، عندما ارتضيا أن يأتى اسماهما على (التترات) بعد جيل الألفية الثالثة، وهو ما فعله عمر الشريف الذى طلب أن يسبقه اسم عادل إمام فى تترات فيلم (حسن ومرقص)، وعندما سألته أجابنى عمر بابتسامة تمزج بين الرضا والثقة: (عادل يحصل فى السينما المصرية على أجر أكبر منى، ولديه جماهيرية أوسع»، وأضاف «وأنا مش ح تفرق معى، ولكنها ح تفرق كتير معه لو لم يسبقنى)!!.
نعم أحيانا الزمن يُصبح قاسيا على النجوم ويفرض عليهم سطوته، حيث كانت مثلا مريم فخر الدين تتقاضى أجرها فى آخر خمسة عشر عاما مثل الكومبارس (باليومية)، وهو مع الأسف ما عانى منه الفنان الكبير عماد حمدى، الذى صرخ غاضبا فى السبعينيات، على صفحات الجرائد، عندما اكتشف أن المخرج حسام الدين مصطفى يقلص مساحة دوره لصالح محمود يس فى مونتاج فيلم (سونيا والمجنون)، حتى أصبح عماد على الشاشة وكأنه كومبارس متكلم، وجاء رد المخرج مباشرا وجارحا بأن (الجمهور يقطع التذكرة فقط من أجل أن يرى على الشاشة محمود يس). هناك قسوة أحيانا من الوسط الفنى، أشد ضراوة من قسوة الجمهور، على الفنان دائما أن يجد معادلة تحافظ على التاريخ الذى حققه فى رحلته، ولا تتجاهل فى نفس الوقت قيود الجغرافيا التى لا تسمح له دائما بنفس المساحة الدرامية، الفنان الذكى قد يتنازل فى لحظة زمنية فارقة عن المكان الذى وصل إليه، ولكنه لا يتنازل أبدا عن المكانة التى حققها!!.
by via الفجر الفني
Enregistrer un commentaire