طارق الشناوي يكتب: "وليام" لا يرتدى الذهب!

Sunday, December 30, 2018

طارق الشناوي يكتب: "وليام" لا يرتدى الذهب!

فى حياتنا كثيرا ما نردد كلمات لو طبقناها لحسمت الكثير من الأمور الملتبسة، فنحن لا نكف عن إعلان تلك الحكمة، الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين، إلا أننا فى حياتنا العملية لا نكف عن اللجوء لخطوط ملتوية، نبدد فيها طاقتنا، تؤدى عادة إلى تفاقم الأزمة، ولا تصل بنا أبدا للنقطة الأخرى، أشياء صغيرة يتم تناقلها وتكبر مثل كرة الثلج التى تتدحرج من أعلى الجبل، وتصبح فى العادة فرصة لكل من يريد المزايدة واللعب، مستغلا تلك الحالة من الضبابية، حتى فى أبسط الأمور، علينا أن نُعلن الحقيقة، حتى نريح ونستريح، تأملوا تلك الحكاية.

دوقة كامبريدج كيت ميدلتون ترتدى خاتم زواجها من الأمير وليام، وذلك قبل أكثر من سبع سنوات، بينما هو لم يرتد الخاتم منذ يوم الزفاف، كاتبة السير الذاتية الملكية أوضحت الموقف ببساطة وليام لا يحب ارتداء المجوهرات، ولهذا لم يضع حتى الدبلة الذهبية فى أصبعه، ووضع الدبلة وتبادلها بين العروسين طقس متعارف عليه فى أغلب دول العالم، الأمر يبدو بسيطا جدا، فكان ينبغى الحسم ببيان، بدلا من أن تتزايد الأقاويل، خصام أو طلاق أو خيانة.

ما يجرى الآن فى الحياة الفنية هو أن الجميع يتبادلون على (السوشيال ميديا) مجموعة من المحظورات التى ينبغى على كتاب الدراما الالتزام بها، أطلقوا عليها (كود) مؤكدين أن جهات نافذة فى الدولة تريد تطبيقها حرفيا، لا أستسلم عادة إلى تلك الأقاويل المرسلة، رغم أن الصمت الرهيب هو العنوان، مثلما تردد قبل أسبوعين أن الفنان الكبير محمد صبحى سوف يرأس لجنة الدراما خلفا للمخرج الكبير محمد فاضل، وأن القرار سوف يصدر خلال ساعات بعد اجتماع صبحى مع الأستاذ مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، ثم تمر الأيام، ولا يتم إصدار شىء، ولم يعلن رسميا صبحى على الأقل حتى كتابة هذه السطور اعتذاره عن عدم قبول المنصب، ولم يعلن الأستاذ مكرم حتى كتابة هذه السطور اعتذار صبحى عن عدم قبول المنصب.

إصدار (كود) للدراما لا ينفصل أبدا عن تعيين رئيس للجنة الدراما، فمن الذى سيطبق هذه القواعد ويتابع الأعمال الفنية، إذا لم تكن تلك هى مهمة اللجنة الأساسية، فمن هو الذى سيحدد (الباترون) الرسمى، سبق قبل أكثر من أربعين عاما أن أصدر د. جمال العطيفى وكان أستاذا للقانون وتولى رئاسة وزارتى الثقافة والإعلام فى زمن أنور السادات، فأصدر 40 محظورا ينبغى الالتزام بها، منها شخصيات ممنوع تجسيدها، وكأنهم أنبياء، كما تضمن الأمر عددا من الألفاظ واللقطات الممنوعة، سقطت مع الزمن تلك المحظورات.

هناك إحساس لدى البعض توارثناه جيلا بعد جيل، وهو أن علينا اللعب تحت سقف المسموح، لا أن نحاول زيادة المسموح، عندما يضربون مثلا بالسينما الإيرانية التى صارت فاكهة كل المهرجانات العالمية، أقول إن هذه السينما حتى التى تصور فى الأراضى الإيرانبة تشاغب ولا تستسلم تماما لتلك القيود، تحاول التحايل عليها.

ولكن قبل أن نصل إلى تلك النقطة الشائكة، دعنا نسأل بصوت مسموع: هل حقا هناك (كود) حقيقى تريد الدولة فرضه على الحياة الفنية أم أنها مجرد شائعات، الصراحة راحة، لماذا لا نأخذ الحكمة هذه المرة من الإنجليز، الأمير وليام أعلنها صراحة أنه لا يطبق ارتداء الذهب!


by via الفجر الفني

Post a Comment

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري