كأنه أراد أن يبعث إحدى رسائل البحر عبر أمواج الإسكندرية، بطريقة تصل للعالم في سلاسة، وهو ما ذكرنا برسائل المبدع داوود عبد السيد، في فيلمه الشهير "رسائل البحر"، هكذا كان حال "نجم الجيل"، تامر حسني، الذي طرح فيديو كليب أغنيته "ناسيني ليه"، والذي أحدث "ثورة"، عبر "السوشيال ميديا"، كما تسابق الجميع لاستخدام خاصية "الشير"، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليقات تحمل المدح والإشادة.
لم تكن رسائل تامر حسني في الكليب الجديد كمثيلتها من الرسائل التي أرسلها البعض دعمًا للسياحة، حيث استطاع "تامر"، بعبقريته وفكره المختلف إظهار جمال مدينة الاسكندرية يجعلك ترى "محبوبتك" كما لم تراها من قبل، ومن هنا دعوني أُطلق عليه "المُبدع" الذي يبتكر ويقود أي فكرة جديدة يسير علي خطاها معظم النجوم، وهو ما جعل تامر حسني صاحب تأثير كبير على مشاعر أجيال متعددة كما أصبح مثالًا يُحتذي به من بعض الشباب، إضافة إلى بعض المطربين، الذين اقتبسوا الـ"ستايل"، الخاص به من "لحية وشعر"، وبعض ملابسه أيضًا.
وافتتح تامر حسني، كليب "ناسيني ليه "، بالتركيز على جمال محافظة الإسكندرية وإبراز معالمها الأثرية وكأنه أراد أن يقول للعالم "والله مصر حلوة"، وهذا في إطار تنشيط السياحة ودعوة الجميع لزيارة معالم مصر التي تتميز بها عبر آلاف السنين، هذا هو دور الفنان الحقيقي الذي يعمل على خدمة بلده من خلال فنه، وهنا أود الإشارة إلى أن تامر حسني، كان باستطاعته اصطحاب فريق عمله إلى أي دولة أوروبية لإنجاز مهام مشروعه الفني، إلا أنه فضّل التصوير داخل مصر كي يعكس جمالها ويؤكد على أمنها واستقرارها عكس ما يروجه البعض عن ضرب استقرار مصر، وعدم استطاعتها توفير الأمان، كما أنه يعكس الصورة التي يأخذها البعض عن الفنانين بأنهم يتهافتون على تصوير أعمالهم الغنائية بالدول الأوروبية.
ورغم أن أغلبية الفنانين يقومون بتصوير أعمالهم الفنية في أي بلد أوروبي، إلا أنني كمصرية انبهرت بمعالم بلدي السياحية، إضافة إلى قصة الكليب، التي جعلتني ممتزجة المشاعر بين الحسرة والحزن على ما وصل إليه الحبيبين، فعندما شاهدت الكليب عدة مرات، وجدت أنه من الخطأ تسميته فيديو كليب لأنه فيلم قصير ملئ بالمشاهد والأحداث والرسائل، وفي كل مرة أشاهده ينتابني شعور الفخر بنضج تامر حسني فنيًا، وفكريا حيث أراد أن يلفت النظر إلي عبقرية الروائي المصري العالمي نجيب محفوظ، من خلال روايته التي كان يقرأها مع حبيبته ضمن أحداث الكليب، ومن هنا تأتي رسالته لتشجيع جمهوره على القراءة والإطلاع باستحضار معالم "مكتبة الإسكندرية".
قدّم تامر حسني، للمصريين وجه جديد في الكليب وهي فنانة ستكون مكسبًا كبيرًا للدراما والسينما المصرية والعربية مستقبلًا، إنها آسيل عمران التي عبرت باحترافية عن مشاعر الفتاة التي تتزوج من شخص لا تريده، وبسبب "العند"، في حبيبها السابق الذي تركها تذهب دون التمسك بها، اهتز قلبي لكون تامر، في الأصل "مطربًا"، ولكنه لفت النظر بأدائه التمثيلي القوي وتفوقه علي نفسه، عندما جسّد تامر حسني، شخصية "شاب" يستحضر ماضيه في محاولة لإصلاح ما أفسده، ذلك حينما عاتب نفسه وهو يحاول إصلاح الماضي عندما استفاق في المشهد الفيصل لعلاقتهما، مضيفًا جملة غنائية جديدة زائدة عن "المحتوى الصوتي " الأصلي مما زاد الكليب جمالًا.
وعن قوة مشهد الختام في مشاعر تامر وأسيل، نجدها عندما التقيا في الحاضر، وذهبت روح كل منهما لتحتضن الأخرى بعنف وحب مليء بالاشتياق والندم على الفراق ليكتشف فوات الأوان لأن الحضن الحقيقي أصبح "باطلًا"، بسبب ارتباط حبيبته السابقة بشخص آخر كما أنها أنجبت طفلة جميلة وهو ما جعل اليأس يتسرب إليه ويشعر بالحسرة ثم يعود إلى ظلام حياته.
كليب "ناسيني ليه"، أظهر شيئًا إيجابيًا أخرًا عندما هاتفتني صديقتي الإسبانية "إيريني" المقيمة بمدينة "مدريد"، عند مشاهدتها الكليب، فوجدتها تطلب مني أن أترجم لها كلمات الأغنية وأخبرها بالمكان الذي تم التصوير فيه، لرغبتها في زيارته عند عودتها لمصر كما طلبت مني أن أصطحبها لهذا المكان من كثرة إعجابها به، وطالبتني بإبلاغ تامر حسني، برسالة عبرت فيها عن إعجابها الشديد وأصدقائها بفنه وإحساسه الراقي، فأدركت حينها أهمية دور الفنان تجاه بلده ما يجعله "سفيرًا" فنيًا لمصر.
يستحق هذا العمل الفني لقب "صُنع في مصر"، ويستحق تامر حسني الإشادة بما قدمه من تطوير للموسيقى والتصوير الذي سيضيف لتاريخه الفني بل والعربي الكثير ويستحق تكريماً كبيرًا من الدولة على تطويره للفن وحرصه على تقديم مصر السياحية من خلال عراقة مدينة الإسكندرية.
by via الفجر الفني
Post a Comment