قال الكاتب الصحفى والناقد السينمائى، أشرف غريب، صاحب كتاب "الوثائق الخاصة لـ ليلى مراد"، إن وزارة الثقافة تجاهلت الاحتفال بمئويتها، وأنه فى حالة إذا ما استمرت على هذه الحال، فسوف تصبح الأجيال القادمة بلا ماضى، وسنفقد قوتنا الناعمة.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها دار الشروق، مساء أمس الأربعاء، فى مقر مكتبة ألف، فرع الميرغنى، لحفل توقيع ومناقشة كتاب "الوثائق الخاصة لـ ليلى مراد" للكاتب والناقد السينمائى أشرف غريب، وأدار الندوة عماد العادلى.
وفى بداية الندوة قال عماد العادلى، إننا كنا فى حاجة لمن يرصد حياة الفنانة الكبيرة ليلى مراد، ويتحدث لنا عن الإشكاليات وما أثير من الشائعات عنها، خاصة أنه لم يتم توثيق حياتها وتأريخها فنيا.
ورأى عماد العادلى أن التأريخ الفنى من أصعب الأمور، خاصة أن كل شخصية فنية لها محبون ومعارضون، وإذا أردت الحديث عن هذه الشخصية بالوثائق والدلائل فلا شك أن أول عقبة ستواجه الكاتب المؤرخ هى النقد والهجوم، أما الأمر الثانى فهو أن الفنانين يحيطون أنفسهم بسياج من السرية، خوفًا من المتطفلين.
وأشار "العادلى" إلى أنه حينما قرأ كتاب "الوثائق الخاصة لـ ليلى مراد" عرف أن رحلة بحث الكاتب استغرقت 20 عامًا، وهى فترة قد لا تبدو طويلة، خاصة أنه بحث فى العديد من المصادر.
وقال الكاتب أشرف غريب إن وزارة الثقافة للأسف الشديد تقاعست عن الاحتفال بمئوية ليلى مراد، وهى ليست المرة الأولى التى تتجاهل فيها رموز القوى الناعمة، وأعتقد أنه إذا ما استمرت فى هذا التناسى لرموزها فسوف نصبح أمة بلا ماضى، تتعاقب الأجيال ولا تذكر شيئًا من قوة وطنها.
وأشار "غريب" إلى أنه فى كتاب "العندليب والسندريلا"، وضع يديه على تلك العقبة التى يضعها الجمهور أمام نجوم الفن إزاء كل ما يتخذونه من قرارات فى حياتهم، مضيفًا: ولهذا أرى أن الفنان أقرب إلى الكائنات الزجاجية، وكأن هناك لوحة معلقة "ممنوع الاقتراب" ولهذا فلقد أثرت الاعتماد فى التوثيق على الموضوعية وليس "أين ترعرعت سيدتى؟".
وتابع "غريب": قدمت صورة مغايرة لعبد الحليم حافظ ولم أهتم بالنقد؛ لأننى كنت أضع يدى على وثائق. وكذلك فعلت فى كتاب ليلى مراد وهى من الفنانات القليلات اللاتى تزوجن من المشاهير وهو جانب شديد الخصوصية الذى يحتاج إلى التنوير ناهيك عن إسلامها، ومكثت 40 عاما بعيدة عن الأضواء فى عزلة إجبارية ثم اختيارية فيما بعد.
وتابع "غريب": أردت ألا أقدم كتابا تقليديا عن ليلى مراد وهناك الكثير من الكتب التى قرأتها ووجدت فيها معلومات مثيرة للضحك منها مثلا لأنها غنت 1200 أغنية وإذا ما طلبت من صاحب هذا الكتاب ذكر 50 أغنية فقط فلن يكمل هذا العدد.
وأشار أشرف غريب إلى أنه فى كتابه "الممثلون اليهود فى مصر"، تحدث حول أثر نكبة 1948، وكيف كسرت الصورة الجميلة لزمن الفن الجميل، الذى لم يكن يهتم فيه أحدًا بديانة الفنان.
Post a Comment